سورة المائدة - تفسير تفسير المنتخب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المائدة)


        


{وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)}
12- إن الله أخذ العهد على بني إسرائيل بالسمع والطاعة، فأقام عليهم اثنى عشر رئيساً منهم لتنفيذ العهد، ووعدهم الله وعداً مؤكداً بأن يكون معهم بالعون والنصر إن أدوا الصلاة على وجهها، وآتوا الزكاة المفروضة عليهم، وصدَّقوا برسله جميعاً، ونصروهم، وأنفقوا في سبيل الخير، وإذا ما فعلوا ذلك، تجاوز الله عن ذنوبهم، وأدخلهم جناته التي تجرى من تحتها الأنهار، فمن كفر ونقض العهد منهم بعد ذلك، فقد حاد عن الطريق السوى المستقيم.
13- فبسبب نقض بني إسرائيل عهودهم، استحقوا الطرد من رحمة الله، وصارت قلوبهم صلبة لا تلين لقبول الحق، وأخذوا يصرفون كلام الله في التوراة عن معناه، إلى ما يوافق أهواءهم، وتركوا نصيباً وافياً مما أمروا به في التوراة، وستظل أيها الرسول ترى منهم ألواناً من الغدر ونقض العهد، إلا نفراً قليلا منهم آمنوا بك فلم يخونوا ولم يغدروا. فتجاوز أيها الرسول عما فرط من هؤلاء، واصفح وأحسن إليهم، إن الله يحب المحسنين.
14- وكذلك أخذ الله العهد على النصارى- الذين قالوا: إنا نصارى- بالإيمان بالإنجيل وبالوحدانية، فتركوا نصيباً وافراً مما أُمروا به في الإنجيل، فعاقبهم الله على ذلك بإثارة العداوة والخصومة بينهم، فصاروا فرقاً متعادية إلى يوم القيامة، وسوف يخبرهم الله يومئذ بما كانوا يعملون ويجازيهم عليه.


{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)}
15- يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا- محمد- داعياً إلى الحق، يظهر لكم كثيراً مما كنتم تكتمونه من التوراة والإنجيل، ويدع كثيراً مما أخفيتموه مِمَّا لم تدع الحاجة إلى إظهاره، قد جاءكم من عند الله شريعة كاملة هي نور في ذاتها، ويبيِّنها كتاب واضح.
16- يهدى الله بهذا الكتاب إلى سبيل النجاة من اتجه إلى مرضاته، ويخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان بتوفيقه، ويرشدهم إلى طريق الحق.
17- لقد كفر الذين زعموا- باطلا- أن الله هو المسيح ابن مريم، فقل-أيها الرسول- لهؤلاء المجترئين على مقام الألوهية: لا يستطيع أحد أن يمنع مشيئة الله إن أراد أن يهلك عيسى وأمه، ويهلك جميع مَن في الأرض فإن لله- وحده- ملك السموات والأرض وما بينهما، يخلق ما يشاء على أي مثال أراد، والله عظيم القدرة لا يعجزه شيء.
18- وقالت اليهود والنصارى: إننا المفضلون، لأننا أبناء الله والمحببون لديه فقل لهم- أيها الرسول-: فلماذا يعذبكم بذنوبكم، ويصليكم نار جهنم؟ لقد كذبتم لأنكم كسائر البشر مخلوقون ومحاسبون على أعمالكم، وبيد الله- وحده- المغفرة لمن يشاء أن يغفر له، والعذاب لمن يشاء أن يعذبه، لأن لله ملك السموات والأرض وما بينهما، وإليه المنتهى.


{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)}
19- يا أهل الكتاب قد جاءتكم رسالة رسولنا الذي يظهر لكم الحق، بعد إذ توقفت الرسالات فترة من الزمن، حتى لا تعتذروا عن كفركم بأن الله لم يبعث إليكم مبشِّراً ولا منذراً، ها هو ذا قد أتاكم بشيرٌ ونذيرٌ، والله هو القادر على كل أمر- ومنه: إنزال الرسالات- ومحاسبكم على ما كان منكم.
20- واذكر- أيها الرسول- حينما قال موسى لقومه: يا قوم اذكروا بالشكر والطاعة نعم الله عليكم، حيث اختار منكم أنبياء كثيرين، وجعلكم أعزة كالملوك، بعد أن كنتم أذلاّء في مملكة فرعون، ومنحكم من النعم الأخرى ما لم يؤت أحداً غيركم من العالمين.
21- يا قوم أطيعوا أمر الله، فادخلوا الأرض المقدسة التي قدَّر الله عليكم دخولها، ولا تتراجعوا أمام أهلها الجبارين، فتعودوا خاسرين نصر الله ورضوانه.
22- قال بنو إسرائيل مخالفين أمر الله: يا موسى، إن في هذه الأرض جبابرة لا طاقة لنا بهم، فلن ندخلها ما داموا فيها، فإذا ما خرجوا منها دخلناها.
23- قال رجلان من نقبائهم الذين يخشون الله، وأنعم الله عليهما بالإيمان والطاعة: ادخلوا- أيها القوم- على الجبارين باب المدينة مفاجئين، فإذا فعلتم ذلك فإنكم منتصرون عليهم، وتوكلوا على الله- وحده- في كل أموركم إن كنتم صادقى الإيمان.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8